هبوط أسعار العقارات في بريطانيا بأسرع وتيرة منذ 14 عاماً
تسارع هبوط أسعار العقارات في بريطانيا ليسجل أعلى وتيرة له منذ 14 عاماً، أي منذ الأزمة المالية العالمية التي كانت قد بدأت في أواخر العام 2008 بانهيار بنك “ليمان براذرز” في الولايات المتحدة.
وقالت بنك “نيشن وايد”، وهو أحد أكبر المقرضين العقاريين في بريطانيا، إن أسعار المنازل في المملكة المتحدة تراجعت خلال شهر مايو بأسرع وتيرة سنوية لها منذ ما يقرب من 14 عاماً.
وبحسب تقارير نشرتها الصحافة المحلية في لندن، واطلعت عليها “العربية نت” فإن أسعار عقارات بريطانيا في العام المنتهي في مايو انخفضت بنسبة 3.4%، وهو أكبر انخفاض منذ يوليو 2009.
كما حذر البنك من أن المزيد من الزيادات في أسعار الفائدة على الرهن العقاري يمكن أن يلحق الضرر بسوق الإسكان.
وارتفعت أسعار الرهن العقاري مؤخراً وسط توقعات بأن بنك إنجلترا سيضطر إلى رفع أسعار الفائدة مرة أخرى بسبب التضخم المرتفع.
ونتيجة لذلك يقول “نيشن وايد” إن “الرياح المعاكسة لسوق الإسكان يبدو أنها ستتعزز على المدى القريب”.
وقال “نيشن وايد” إن أسعار المنازل انخفضت بنسبة 0.1% خلال شهر مايو وحده، وأصبح متوسط سعر المنزل في بريطانيا يبلغ حالياً 260.736 جنيهاً استرلينياً.
وأضاف أن متوسط الأسعار لا يزال أقل بنسبة 4% من ذروته في أغسطس 2022.
وسيكون الانخفاض في أسعار المنازل موضع ترحيب بشكل عام من قبل المشترين لأول مرة، الذين شاهدوا قيمة العقارات تستمر في الارتفاع في السنوات الأخيرة ، حتى خلال فترة وباء كورونا.
ومع ذلك، فإن ارتفاع أسعار الفائدة يعني أن تكاليف الرهن العقاري أصبحت الآن أعلى مما كان يخطط له كثير من الأشخاص الذين يتطلعون إلى دخول سوق الإسكان.
وأظهرت أرقام جديدة من بنك إنجلترا أن مبلغ ديون الرهن العقاري المقترض كان عند أدنى مستوى له على الإطلاق في أبريل الماضي، باستثناء الفترة منذ بداية جائحة كورنا، وبشكل عام سدد المقترضون 1.4 مليار جنيه إسترليني على قروضهم العقارية وهو أكثر مما أقرضته البنوك.
فيما أظهرت الأرقام الرسمية الأسبوع الماضي أن معدل التضخم في بريطانيا -الذي يرسم ارتفاع الأسعار- قد تباطأ في أبريل الماضي بنسبة أقل من المتوقع إلى 8.7%. وقد أدى ذلك إلى توقع المحللين بأن يلجأ بنك إنجلترا مجدداً الى رفع أسعار الفائدة فوق مستواها الحالي البالغ 4.5% إلى 5.5% لمحاولة إبطاء ارتفاع الأسعار.
وقال روبرت جاردنر، كبير الاقتصاديين في “نيشن وايد” إنه “من المرجح أن تمارس أسعار الفائدة ضغطاً تصاعدياً متجدداً على معدلات الرهن العقاري”.
وأضاف أن مجتمع البناء لم يكن يتوقع حدوث تراجع كبير في سوق الإسكان، وذلك بسبب أن “ظروف سوق العمل لا تزال قوية وتظهر ميزانيات الأسرة في حالة جيدة نسبياً”.
وأشارت الأرقام الأخيرة إلى أن عدد مبيعات العقارات آخذ في الانخفاض، ووفقًا لبيانات لبيانات حكومية صدرت يوم الأربعاء الماضي فقد بلغ عدد المعاملات في أبريل 82 ألفاً و120، بانخفاض نسبته 25% عن العام السابق.