تحالف “بريكس” يدرس انضمام دول جديدة أغسطس المقبل
تعتزم مجموعة دول بريكس “BRICS”، اعتماد قرارها هذا العام بشأن قبول أعضاء جدد، فضلاً عن تحديد المعايير التي سيتعين على الدول الراغبة في الانضمام للتحالف تلبيتها، والتي من بينها السعودية، ودول أخرى تقدمت بطلب رسمي للانضمام إلى التحالف، وفقاً لسفير جنوب إفريقيا في “بريكس”.
وأفادت وكالة “بلومبرغ”، أن توسيع المجموعة التي تضم البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب إفريقيا سيفيد بكين، حيث يحاول ثاني أكبر اقتصاد في العالم بناء نفوذ دبلوماسي لمواجهة هيمنة الدول المتقدمة في الأمم المتحدة، وصندوق النقد الدولي، والبنك الدولي، والمؤسسات التنموية الأخرى.
وبدأت الصين الحديث حول توسع التحالف، أثناء رئاستها للمجموعة العام الماضي، مما أثار مخاوف بين الأعضاء الآخرين من تضاؤل نفوذهم، خاصة إذا تم الاعتراف بحلفاء بكين المقربين، وفقاً لما ذكرته “بلومبرغ”، واطلعت عليه “العربية.نت”. إذ إن الناتج المحلي الإجمالي للصين هو أكثر من ضعف حجم جميع أعضاء “بريكس” الأربعة الآخرين مجتمعين.
من جانبه، قال سفير جنوب إفريقيا لدى التحالف، أنيل سوكلال، إن اقتراح توسيع “بريكس” سيكون أحد المحاور الرئيسية للكتلة الاقتصادية هذا العام. ويشار إلى أن جنوب إفريقيا هي الرئيس الحالي للمجموعة.
وأضاف سوكلال في مقابلة في جوهانسبرغ الأسبوع الماضي: “هناك أكثر من 12 دولة طرقت الباب، بينها إيران. والدراسات متقدمة جداً في النظر إلى مجموعة أخرى من الأعضاء الجدد”.
عدم توازن التصويت
وتأتي إعادة التموضع المحتملة لمجموعة “بريكس” في الوقت الذي تسعى فيه الدول المتقدمة في أوروبا وأميركا الشمالية إلى تعزيز التحالفات لمقاومة تأثير هيمنة الصين المتزايدة من خلال تشكيل كتل جديدة وتوقيع اتفاقيات تجارية وأمنية.
وفي هذه الأثناء، اكتسب ما يسمى التحالف الرباعي، وهو تحالف بين الولايات المتحدة واليابان والهند وأستراليا، مكانة بارزة منذ إحيائه في عام 2017 بعد أن ظل خامداً لما يقرب من عقد من الزمان. وفي عام 2021، دخلت أستراليا والمملكة المتحدة والولايات المتحدة في تحالف أمني يعرف باسم “AUKUS”.
وقال سوكلال: “نحن نعيش في عالم من المتغيرات، ولا نعرف طبيعة المتغيرات الجديدة التي ستواجهنا”. “ولدينا اعتقاد بأننا بحاجة إلى لعب دور في ضمان أن يكون لدينا هيكل عالمي أكثر إنصافاً وشمولية وشفافية”.
وفي حين أن دول “بريكس” تمثل 42% من سكان العالم، فإن أعضاءها لديهم أقل من 15% من حقوق التصويت في البنك الدولي وصندوق النقد الدولي، وفقاً لمعهد الدراسات الأمنية في “بريتوريا”.
تم إطلاق تسمية “BRIC” في عام 2001، بعد اختصار صاغه كبير الاقتصاديين آنذاك في “غولدمان ساكس”، جيم أونيل. وتم تشكيل الكتلة في عام 2009 وتم قبول جنوب إفريقيا في العام التالي. وقد حاولت منذ ذلك الحين إقامة علاقات تجارية أوثق بين الأعضاء من خلال الاتفاقات بين بنوك التنمية واتفاقات مبادلة العملات وزيادة التجارة بين دول التحالف بالعملات المحلية لتقليل الاعتماد على الدولار.
كتلة موازية للمؤسسات الدولية
أسس أعضاؤها الخمسة بنك التنمية الجديد، الذي يهدف إلى أن يكون بمثابة ثقل موازن لصندوق النقد الدولي والبنك الدولي، في عام 2014، وانضمت بنغلاديش والإمارات العربية المتحدة إلى المؤسسة في عام 2021. ومن المتوقع أن تحذو مصر وأوروغواي حذوهما قريباً، وفقاً لموقع بنك التنمية الوطني.
ومع تصور “بريكس” في الأصل كمجموعة من دول الأسواق الناشئة النامية، هناك مخاوف من أن قبول الاقتصادات الأضعف يمكن أن يضعف العلاقات التي تحاول البلدان بناءها داخل الكتلة. ويرى “أونيل” القليل من المنطق الاقتصادي لإضافة أعضاء جدد.
وقال في رسالة عبر البريد الإلكتروني لـ “بلومبرغ”: “إن قضية التوسع ضعيفة جداً من وجهة نظري إلا إذا كان لديهم هدف جماعي أفضل”. وأضاف أنهم سيحتاجون إلى أهداف واضحة، عندما يتعلق الأمر بالتعامل مع القضايا الاقتصادية، والتجارية، والصحية، والطاقة الخضراء، والتمويل.
ومن الدول الأخرى التي أعربت عن اهتمامها بالانضمام الأرجنتين والإمارات العربية المتحدة والجزائر ومصر والبحرين وإندونيسيا، إلى جانب دولتين من شرق إفريقيا ودولة واحدة من غرب إفريقيا – والتي لم يحددها سوكلال.
دعم بوتين
على الجانب الآخر، أفادت وسائل الإعلام الجزائرية عن اهتمام البلاد بالانضمام للتحالف، وأبدت الأرجنتين رغبتها في الانضمام إلى المجموعة. وقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين العام الماضي إنه يدعم دخول السعودية المحتمل.
وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية ماو نينغ في مؤتمر صحافي يوم 10 فبراير إن البلاد تدعم توسع أعضاء المجموعة.
وفي حين أن البرازيل تتفق مع مبدأ التوسع، فإنها لا تزال تدرس موقفها وتشعر بالقلق من ميل المجموعة جغرافياً نحو آسيا، كما قال مصدران مطلعان على الخطط لوكالة “بلومبرغ”، إذ ترغب في زيادة الوزن النسبي لدول أميركا اللاتينية في التحالف.
فيما أفاد مصدر آخر، بأن الهند لا تريد السماح للدول بالانضمام إلى الأعضاء الحاليين مع المطالبة بتحديد معايير واضحة يجب الوفاء بها من جانب الدول الراغبة في الانضمام للمجموعة.
اختبار العلاقات
ومن المقرر أن تتم مناقشة الآثار المترتبة على توسيع “بريكس” – الذي تدعمه جنوب إفريقيا – في سلسلة من الاجتماعات قبل القمة الكاملة للمجموعة في أغسطس.
وستدعو جنوب إفريقيا قادة أفارقة آخرين إلى قمة أغسطس، سواء كانوا رؤساء دول أو رؤساء منظمات إقليمية مثل الاتحاد الأفريقي ومجموعة شرق إفريقيا، كجزء من محاولة لتوسيع نفوذ بريكس، وفقاً لسوكلال.